الأربعاء، 6 يناير 2010

الدكتور عبد الله الطيب. وكتاب المرشد الى فهم اشعار العرب




محطات من مسيرته

ولد عبد الله الطيب في الثاني من يونيو عام 1921م في قرية التميراب الواقعة بالقرب من مدينة الدامر في شمال السودان، وهو ينتسب إلى أسرة "المجاذيب" العربية التي اشتهرت بالعلم والأدب حتى سميت مدينة الدامر بـ"دامر المجذوب"، وقد اشتهرت هذه المدينة بأنها كانت مركزا لخلاوي القرآن التي اشتهر بها السودان منذ دخل الإسلام أراضيه.

وقد نشأ الطيب نشأة علمية كعادة أهالي تلك المنطقة فدخل الخلوة وتعلم القرآن وقرأ الشعر العربي القديم. وقد توفي والده وهو صغير ثم فجع بأخيه ثم بوالدته وأختيه وعدد من أقاربه، ولكنه أبى أن تصرفه هذه الظروف القاسية عن التحصيل العلمي، فواصل تعليمه حتى تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم "كان اسمها حينذاك كلية غوردون" عام 1942م، ثم زار بريطانيا لأول مرة عام 1945م مبتعثا من قبل الحكومة الاستعمارية لإعداد المعلمين.

وفي تلك الرحلة التقى بشريكة حياته "جريزيلدا تريدول" التي كانت زميلة له في معهد التربية بلندن، ثم نال شهادته العلمية من جامعة لندن عام 1948م، وتقدم لنيل الدكتوراة في الأدب العربي من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية عام 1950م، ثم عين محاضرا في تلك الكلية.

واستمرت مسيرته العلمية بعد ذلك؛ إذ أصبح بروفيسورا للغة العربية في جامعة الخرطوم ثم عميدا لكلية الآداب ثم مديرا لجامعة الخرطوم. وقد أصبح أستاذا فخريا مدى الحياة في جامعة الخرطوم التي منحته الدكتوراة الفخرية عام 1981م.

هذا بالإضافة إلى جهوده في تطوير المعاهد السودانية ومساهماته الفاعلة في تأسيس العديد من الجامعات في السودان ونيجيريا، وتدريسه في عدد من جامعات بريطانيا والسودان والمغرب ونيجيريا والكويت، وعضويته في العديد من المجامع اللغوية العربية، إضافة إلى رئاسته لمجمع اللغة العربية في السودان ومساهماته الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم العربي وإفريقيا.

منهجه في الأدب

كان عبد الله الطيب شاعرا وأديبا وباحثا لغويا ومؤرخا أدبيا وناقدا من الطراز الأول. ويصنف أدبيا بأنه من أتباع المدرسة القديمة؛ إذ كان شديد الإعجاب بالشعر العربي القديم ويقدمه على الشعر الإنجليزي وسواه من الآداب الأوربية، ويرى أن الكثير من شعراء الفرنجة من أمثال دانتي ومارفيل ووليام بليك والرومانسيين قد تأثروا بالشعر العربي.

وقد كان يأخذ على الشعر الإنجليزي "الذي كان ضليعا به" وغيره من الشعر الأوربي التطويل وضعف النغم وكثرة التفصيل والتفريع مما لا حاجة إلى البيان الوجداني الشعري إليه، ومن هنا كان يفضل الشعر العربي عليه.

وقد كان للراحل موقف متحفظ ورافض للشعر الحر؛ إذ كان يرى أن قوانين الشعر الأوربي لا تلزم، ولا يمكن أن تصلح للشعر العربي.

كما أنه كان قلقا من بعض الشعراء العرب الجدد الذين يقلدون الشعراء الغربيين تقليدا أعمى دون بصيرة بالتراث ولا علم باللغة، كما كان ينتقد بعض الإصدارات التي كانت تروج لقصائد من يسمون أنفسهم بالشعراء الحداثيين وما يكتبونه من إنشاء يسمونه شعرا "قصيدة النثر".

وقد نظم الشعر منذ مرحلة مبكرة من حياته، وفي ذلك يقول: "وقد حاولت من صروف النظم أصنافا منها المرسل الذي لا قوافي فيه، والدراما والملحمة، وقد جاوزت الأوزان المألوفة إلى أشياء اصطنعتها اصطناعا، ثم بدا لي أن هذا كله عبث لا يفصح بعواصف النفس وزوابعها، وإنما النفس بنت البيئة، وبيئتي العربية الفصيحة تسير على النحو الذي نرى من أوزان الخليل، وتخير المطالع والمقاطع".

والناظر لشعره يجده مسكونا ومأخوذا بشعر الأقدمين؛ وهو ما جعل شعره صورة من شعرهم حتى ليكاد المرء يظن أن شعره كتب في قرون سابقة، للغته القديمة وأفكاره التقليدية المعروفة في التراث الشعري العربي.

يقول في بعض قصائده:

ما للغرام يذيب الصدر لاعجه


والدمع منك على الخدين هتان

أمن معتقة صرف لها ألــق


تمازجت فيه أضواء وألحان

تحثها مفردا في جوف منصلت


يستن بالريف فيه الأثل والبان

وربما اقتربت شماء مشرفة


تكاد تنقض أو صماء مبدان



ويقول في قصيدة أخرى:

طال اغتراب الوحيد عن وطنه


وحن هدء الدجى إلى سكنه

وادكر الأقربين فانهمل الدمع


كسحاح وابــــل هتنه

لا خير في البعد لا ينال به ال


مرء سوى ما يزيد في حزنه

والدهر كرارة نوائبه


لا تؤمن الغائلات من محنه

هذه اللغة التقليدية التراثية الصعبة جعلت أنصار الحداثة في الأدب ينتقدونه ويرمونه بالجمود والتعلق بالقديم لمجرد أنه قديم، وعدم الاطلاع على ما أنتجته المدرسة الحديثة، رغم أنه كان مطلعا على الشعر الحديث عربيه وإنجليزيه وله فيه آراء تخالف ما ذهبوا إليه.

وقد كان للعلامة الطيب آراء تاريخية فيما يتعلق بإسلام وعروبة السودان أثارت جدلا كبيرا في الأوساط المختصة، إذ كان يرى أن الوجود العربي في السودان سابق لدخول الإسلام، وأن العلاقة بين شبه الجزيرة العربية والسودان لم تنقطع منذ ما قبل الإسلام، وأن أرض هجرة المسلمين الأوائل لم تكن إلى الحبشة المعروفة اليوم بإثيوبيا، وإنما إلى أجزاء من السودان حيث كان العرب يطلقون اسم الحبشة على أراضي السود الواقعة غرب الجزيرة العربية، ولعل هذه الآراء التي انفرد بها قد فتحت بابا للنقد عليه من جهات متعددة.

آثاره الباقية

كتب الدكتور عبد الله الطيب العديد من الكتب والبحوث والدراسات في اللغة العربية كان أشهرها على الإطلاق كتابه "المرشد في فهم أشعار العرب وصناعتها" الذي نال عنه جائزة الملك فيصل للأدب عام 2000 م، والذي كتبه في أربعة مجلدات وهو بحث في موسيقى الشعر العربي والأغراض التي يقال فيها.

كما نشر العديد من الأعمال الشعرية في كتب عدة منها: "أغاني الأصيل"، "أضواء النيل"، "بانات رامة" و"زواج السمر"، بالإضافة إلى كتبه "الحماسة الصغرى" وهي مختارات من الشعر العربي، و"الاتجاهات الحديثة في النثر العربي بالسودان"، و"الأحاجي السودانية"، و"مع أبي الطيب"، مع العديد من الكتب الأدبية والمسرحيات الشعرية، والعشرات من البحوث المجمعية.

وقد كانت له دروس في تفسير القرآن الكريم بإذاعة أم درمان ما بين عامي 1958 و1969م، طبع بعضها كتبا.

خاتمة المطاف

أصيب الدكتور عبد الله الطيب بسكتة دماغية عام 2000م، لم يستطع بعدها الكلام أبدا، حتى آن أوان رحيله في 19 يونيو (نفس شهر مولده) عام 2003م عن عمر ناهز اثنين وثمانين عاما.

وبرحيله فقد العالم العربي قامة سامقة من قامات اللغة العربية قلما تتكرر، فلم يكن العلامة الطيب مجرد شاعر أو أديب، وإنما كان موسوعة ناطقة في اللغة العربية استفاد من مؤلفاته وبحوثه جمع غفير من الأدباء والباحثين اللغويين في شتى أنحاء العالم العربي وخارجه.

وقد بكى عليه السودانيون جميعا ورثاه الرئيس السوداني وزعماء الأحزاب السياسية والطوائف الدينية، وكان موكب تشييع جنازته مهيبا حافلا بالجموع الغفيرة التي توافدت من أنحاء السودان المختلفة تخنقها الدموع والعبرات.

لم يكن عبد الله الطيب مجرد شخصية عابرة مرت وانقضى أثرها، وإنما كان أثرا خالدا وسفرا جليلا من أسفار لغتنا الجميلة التي تعاني عقوق أبنائها.

إن ضعف اللغة العربية وتدهور حالها عند الأجيال الجديدة يستدعي منا صحوة لغوية تبحث في فصاحة وبلاغة القدماء وتواكب روح العصر ولا تعيش في غربة عنه، وتستفيد مما في الآداب الأخرى من روعة وجمال دون الذوبان والانبهار الذي يفقدنا ذاتيتنا ويسلخنا من هويتنا العربية الأصيلة، ولعل هذه كانت رسالة العلامة عبد الله الطيب.

http://www.4shared.com/file/74017100/e05d441/____.html

المرشد الى فهم اشعار العرب

من طرائف الأستاذ الدكتور
دُعِي في مرةٍ ليشاركَ في أحدى ندوات معرض الكتاب بالشارقة، فتحدثَ وأشادَ بشيخِ الشارقة / الدكتور سلطان القاسمى ومدحهُ وقال فيه شعرا كثيراً تقديرا لاهتمامه بالعلم والأدب والأدباء وتقديرا لتبرعه ببناءِ قاعة الشارقة بجامعةِ الخرطوم أبان تقلد الدكتور إدارة الجامعة.

بعد أن ألقى القصيدة ، وقف شاب إماراتي مثقف ليخاطب الدكتور عبد الله الطيب، وبعد أن أثنى عليه وعلى عِلمِهِ الغزير، وأوضح أنه تتلمذ على يده من خلال كتبه وقبل أن يعرفه، لكنه عرج إلى سؤالٍ قال فيه، بخصوص قصائد المدح: (ألا يتفق معي الدكتور أن المديح هو ضرب من ضروب النفاق) ؟؟

أبتسم الدكتور عبد الله الطيب بطريقته تلك ، ولم يظهر عليه أي نوعٍ من الضيق أو الحرج ، وبعد أن أكمل الشاب مداخلته وجلس.

أجاب الدكتور/ عبدالله الطيب : -(أن كان المديحُ صادقاً ونابعاً من القلب فلا يعتبر نفاقاً ، لكن ألا يتفق معي السائل أن النفاق هو أكثر ما يحبه الناس في هذه الأيام؟)
فضحك الجميع لهذا العالم الحاضر البديهة ، وعندما انتهت الندوة، تقدم أحد شيوخ الشارقة وهو مدير الديوان الأميري وأخذه من يده وأوصله حتى سيارته وأنتظر حتى تحركت السيارة، ثم ذهب وغادر بعده.

يروي الداعية والمفكر الإسلامي المعروف والمؤسس للجامعة الإسلامية المفتوحة في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور جعفر شيخ إدريس الذي كان قد تتلمذَ على يدِ الدكتور عبد الله الطيب – رحمه الله – عنه ما يلي:

تحولت العربية الفصيحة عند عبد الله الطيب إلى ما يشبه السليقة فكان إذا حاضر بها في القاعة يتكلمها كلاما لا تكلف فيه حتى إنك لتظن أنه إنما كان يتكلم بالعامية إلى أن ترجع إلى ما كتبته عنه لتجده عربيا فصيحا. وكان إذا ألقى القصيدة من الشعر العربي ـ حتى الجاهلي منه العصي الفهم ألقاها بطريقة يطرب لها المستمعون، وكان طلاب الجامعة كثيرا ما يعبرون عن إعجابهم بالتصفيق الشديد حين يستمعون إليه ينشد بعضها في المناسبات العامة.

كان شيخنا علّامة النحو العربي الذي لا يشق له غبار. كان مفتونا بالكتاب لسيبويه يقرؤه كالورد اليومي كلما ختمه بدأه، حتى رأيته يحمله معه ويقرؤه في المسجد الحرام تبركا به! اذكر أنه كان يقرأ في طبعة قديمة فقلت له هنالك طبعة جديدة بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون كنت قد اطلعت عليها لأمر يتعلق بالفلسفة، لكنه أعرض عن كلامي وقال إنه يفضل الطبعات القديمة ويراها مباركة، وكان هذا ديدنه فعلا مع كل الكتب العربية فكان لا يقرأ من تفسير الإمام الطبري مثلا إلا طبعة بولاق ويراها مباركة.

يقول الدكتور جعفر: دخل علي (البروف) ذاتَ يومٍ في مكتبي وهو عميد لكلية الآداب ليسألني: أليس لك الآن محاضرة في قاعةِ كذا؟ استنكرت أن يأتي عميد الكلية ليحاسبني في مكتبي على عدم الذهاب لمحاضرة، فما هكذا يعامل الأساتذة بجامعة الخرطوم.
قلت ـ ولا بد أنه رأى آثار الإنكار على وجهي- "بلى ولكنني نسيت بسبب انشغالي بهذا البحث" فابتسم وقال "الآن صرت أستاذا" فانطلقت أسارير وجهي وابتسمت وقلت " لماذا؟" قال لأن الأستاذ الحق هو الذي تشغله بحوثه عن أموره الأخرى".
ثم شرح لي أنه إنما جاء ليستشيرني في مسألة فلسفية أشكلت عليه هو طلابه. كان هذا من تواضعه الجم الذي لم يكن يتكلفه. أبدا. وكان من تواضعه وكرمه أنه كثيرا ما يدعو طلابه إلى منزله ثم يطلب من الشعراء منهم أن يباروه قي تأليف قصيدة في موضوع يختاره


مؤلفاته:
1- سمير التلميذ (التعليم الأساسي).
2- من حقيبة الذكريات.
3- من نافذة القطار.
4- الأحاجي السودانية " ترجم نصوصها ألي الإنجليزية مع زميله ما يكل ويست"
5- المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها: من خمس مجلدات.
6- مع أبى الطيب.
7- الطبيعة عند المتنبي.
8- كلمات من فاس.
9- ما نشر في مجلة السودان.
10- الحماسة الصغرى.
11- القصيدة المادحة.
12- شرح بائية علقمة " طحا بك قلب".
13- شرح عينية سويد.
14- بين النيّر والنّور.
15- شرح أربع قصائد لذي الرمّة.
16- النثر الفني الحديث في السودان.
17- نوّار القطن.
18- أندروكليس درماسد "ترجمة".
19- المعراج.
20- حتّام نحن مع الفتنة باليوت.
21- Stories from the sards of Africa.
22- ملتقى السبيل .

دواوينه الشعرية:

1- أصداء النيل.
2- أغاني الأصيل.
3- اللواء الظافر .
4- بانات رامة .
5- سقط الزند.
6- برق المدد بعدد وبلا عدد.

مسرحياته :

1- زواج السمر .
2- نكبة البرامكة .
3- الغرام المكنون .
4- قيام الساعة .
5- مشروع السدرة .
  
يواصل الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس حديثه عن البروفيسور عبد الله الطيّب فيقول:
كان شيخنا معنيا في دراسته بالجودة لا الكثرة، كان ينتقي من كل علم في غير اختصاصه كتابا يقرؤه عدة مرات ويجيد فهمه. من ذلك أنه كان يكرر قراءة كتاب برتراند رسل في تاريخ الفلسفة الغربية، وكتاب توينبي المسمى دراسة للتاريخ، وهكذا. وكان كثير القراءة لتفسير الجلالين حتى إنه ليكاد يحفظه.. وقد وجدت هذا أيضا منهج شيخنا عبد العزيز بن باز- رحمه الله- علامة عصرنا في علوم الشرع. قال لي تلاميذه إنه قرأ صحيح مسلم بشرح النووي ستين مرة! وأنه قرأ البداية والنهاية ست مرات، وهكذا. وحسبك بمرة من مرات ابن باز ؛ إنها تساوي مرارا من مرات غيره.

كان البروف – رحمه الله - يضيق جداً بشكلياتِ اللوائح. أذكرُ أنه كان هنالك عالم قراءات مصري نال إعجابه فعينه أستاذا مساعداً بالجامعة رغم أنه لم تكن له شهادة دكتوراة. قال لي إن كل كتاب من كتب هذا الرجل يساوي دكتوراة. وتعيين البروف للرجل حل له مشكلة كبيرة، فقد بدأت الجامعات الأخرى ـ حتى المصرية منها ـ تقبله أستاذا بناء على أنه كان كذلك بجامعة الخرطوم حسب ما يقتضي الاتفاق بين الجامعات العربية. وحدثني ذات مرة أنه ذهب إلى مصر فوجد العلماء الحقيقيين هم الذين لا يحملون هذه الألقاب العلمية من دكتور وأستاذ وغيرها! وقد وجدت مثل هذا الموقف من الألقاب عند غير شيخنا من كثير من العلماء الراسخين في علومهم على اختلافها. فما الدكتوراة عندهم إلا شهادة كالشهادات الابتدائية أو الثانوية أو الجامعية ينالها المرء ثم يتخطاها فلا يفخر بها ولا على التسمي بها. إنما يفعل ذلك بعض الضعفاء الذين يحاولون التزيي بها _ حتى لو لم يكونوا قد نالوها حقيقة _ باعتبارها حلية اجتماعية. وما مثلهم في ذلك إلا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ""المتشبع بما لم يعط .كلابس ثوبي زور" (رواه البخاري)

حدثني أحدُ الأصدقاء أن البروفيسور ألقى مرةً محاضرةً في بيروت فاستشهد فيها بالعشرات من أبيات الشعر من ذاكرته حتى إن أحد أساتذة اللغة بالجامعة الأمريكية ـ( أظنه قال إنه الدكتور إحسان عباس) ـ قال مازحا: ماذا نقول لطلابنا غدا؟ هل نقول لهم إننا مثله أساتذة لغة عربية؟


بسم الله الرحمن الرحيم


وبه نستعين وله الحمد أولاً وأخيرا ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
وبعد ففيما يلي أيها القارئ الكريم قصيدتي التي سميتها " برقُ المددِ بعدد وبلا عدد" وهى قصيدة نبوية ، فيها ، تعبير وتفكير في أحوال الإسلام والمسلمين والمجتمع والحضارة والتاريخ والعصر ، ومنبعثة ، إن شاء الله ، مع ذلك كله ومن فوقه كله ، من محبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين ، وصحبه الأبرار من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وأسأل الله التوفيق والقبول انه سميع قريب مجيب.

وقولي " برق المدد" فيه إشارة إلى منظومتين جعلتهما نموذجا وتأثرت بروح أنغامهما. وهاتان المنظموتان هما : " سر المدد والشهود " للشيخ محمد المجذوب بن قمر الدين رضي الله عنه " والبراق" للسيد محمد عثمان الختم الميرغني رضي الله عنه. وكلتاهما من مجموعات مرتبه على الحروف الهجائية ، كل مجموعة منها تشتمل على عدد من القطع ، كل قطعة منها فيها خمسة أشطار ، أربعة منها بقافية واحدة والشطر الخامس ملتزم في كل مجموعة حرفاً من حروف الهجاء بحسب ترتيبها الهجائي يجعله قافية. وأحسب أًل هذا النظام الخماسي من تخميسات العشرينات للفازازى والوتريات للوتري صاحب سلام سلام لا يحد انتشاره- والوتري والفازازى كلاهما يلتزم حرفا هجائيا واحدا في أول البيت وفى قافيته. ومن ذلك اخذ الإفرنج ما يسمونه قافية الرأس. ويحسب بعض الجهلاء أن اصل قافية الرأس والجناس الداخلي منشؤة من تى اس ايليوت . " مَنْ يَهدِ اللهُ فَهو المُهْتَدِ ومن يُضِلل فلن تجدَ لَهُ وليّاَ مُرشِداً" ( سورة الكهف الآية 17)

وأما قولي " بعدد وبلا عدد " فأردت به أن مجموعات منظومتي وهى تسع وعشرون كل مجموعة منها ذات قطع تلتزم في شطرها الخامس حرفا هجائياً واحداً بدءاً بالهمزة وانتهاءً بالياء، لم ألتزم فيها في كل مجموعة بنفس العدد من القطع، فقد تكون فيها سبع قطع ، وقد يكون فيها أكثر من ذلك ، فالعدد سبع وما زاد عليه فهو خروج منه ، ولم أجيء بأقل من سبع قطع في المجموعة الواحدة.

وهذا والنظم على مجموعات خماسية أو تزيد اسمه التسميط ، وهو أيضا قديم ، وقد نسبوا منه أِياء إلى امرىْ القيس أنكرها المعرى على لسانه في رسالة الغفران أيّما إنكار، مثل :

يا قوم أن الهوى إذا أصاب الفتى

في القلب ثم ارتقى فهد بعض القوى

فقد هوى الرجل

وقد أكثر شعراء التصوف والمديح النبوي من التسميط لحلاوته في النشيد والنغم . ومن أجل ذلك خمس حذاقهم ، وسبعوا وتسعوا جياد المدائح كالبردة والهمزية.

هذا وسر المدد والشهود للشيخ المجذوب رضي الله عنه ينشد أهلنا مختارات من قطعه في ليلتي الجمعة والاثنين وغيرهما من مواسم تعبدات الطريقة الشاذلية وأذكارها كقوله مثلاً:

جمالكَ يا طه جمالٌ محيرٌ

وكقوله : وحاشا إلهُ العالمين يردنا

" تكتب حاشا بالألف محاكاة لرسم المصحف في قراءة أبي عمرو"

وكقوله : " مقدم جيش المرسلين رسولنا"

وهذه قطعة " السفينة " التي يسر بها الشاذلية في المواسم ولها رنة نغم حيَّة حماسية . وفى بعض قطع المدد يفتن حذاق المنشدين بنغم سواكنى بجاوي الأصل رشيقٌ عميق .

أما البرّاق بتشديد الراء فأناشيده معروفه في الطريقة الختمية . وقد سمعت أناشيد الختمية منذ أيام نشأة الصبا في مدينة كسلا ، وفى أيام المدرسة ببربر الوسطى ، وفى بلدنا الدامر فى الحوليات ، والمولد ، وفى ليلتي الجمعة والاثنين وغيرهما من مواسم العبادة والذكر ، وأذكر إذ سمعت الخليفة محجوب رحمه الله علية في أصحابٍ له ينشدون من قطع البراق

على المصطفى والآلِ والصُحبِ دائماً

صلاة تفوق المسكَ عطراً مفخماً

يطيب بها كل الوجود ويتلألأ
عند تربةِ والدي ، الشيخ الطيب عبد الله -رحمه الله- قبل أن يهال التراب ، ولهم بذلك نغم حزين لا يزال له في نفسي صدى حزين . وقد أشِرت إلى ذلك في قصيدتي " عرج على جوس" في كتابي " من نافذة القطار"

ولقد أذكر حضوري جنازة اللواء عمر الحاج موسى رحمه الله رحمة واسعة.

حاء رجال الجيش بضبطهم وربطهم وشيعوا جثمانه بطلقات نارية عسكرية . ثم جاء الخلفاء بالبراق فوقفوا عند التربة مثل وقوف الخليفة محجوب وأصحابه عند تربة الوالد رحمهم الله جميعا . فكان لنشيد الخلفاء عندي وقع أشجى وأبكى وأشد ملاءمة للموقف.

أسأل الله أن يضفى علينا ستره الجميل ، وان يحفظنا ويحفظ سائر بلاد المسلمين من الوباء وسوء البلاء ومكر الأعداء ومن فتنة المسيح الدجال، الذي إنما هو هذا العصر الحديث ، أو كأن هذا العصر الحديث من بعض علاماته . لعنة الله عليه.

أسأل الله أن تكون هذه المنظومة التي أضعها الآن بين يديك أيها القارئ الكريم من العمل الصالح والكلم الطيب الذي يرفعه ، واسأله جل جلاله أن يجزى جامعة إفريقيا العالمية خير الجزاء. فقد أسدت إلى ممثلة في مديرها النابه النبيل الأريب الأديب العلامة الدكتور عبد الرحيم علي ، وفى زملائه الأستاذة العلماء الغُر الميامين ، يداً بيضاء واعجز كل العجز عن الوفاء بحق شكرها ، من طبع هذا الكتاب والإشراف على ذلك وتحمل تكلفته ، إن ذلك لعطاء جزيل جليل.

والحمد لله سبحانه وتعالى أولاً وأخيرا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

عبد الله الطيب

6ربيع الأول 1417هـ

كانَ هذا تقديماً للبروفيسور عن قصيدته " برق المدد بعدد وبلا عدد "


مع الحمد باسم الله ذا النظم أفتتح نصلى على الهادي نسلم نمتدح

رسولاً به درب الهداية متضح وليس بلا حب له ديننا يصح

ونحن به من كل سقم سنبرأ

****

بحب رسول الله قلبي عامر وحب رسول الله قلبي غامر

بحب رسول الله تتلى الدفاتر ونحن به في كل فج نسافر

ونحن على الأعدا به نتجرا

****

بحب رسول الله سيفي قاطع به أنا أغزو وهو عنى يدافع

وحب رسول الله في الحرب نافع وفى السلم نور منه في القلب ساطع

وفى هذه الدنيا به الشرُّ أدرأ

****

حببت رسولَ اللهِ من أولِ الصِّبا وحب رسول الله قلبي قد سبا

بحب رسول الله أهلاً ومرحبا رميت به الأعدا فصاروا به هبا

وشعري في مدحي له سوف يقرأ
****
نصلى على الهادي النبي نسلم بحب رسول الله نحيى ونكرم

نؤم به القبرَ الشريفَ نتمم به عمرة من ذي الحليفةِ نُحرِمُ

ولا شيء كالإيمانِ أهنا وامرأ

****

شهدنا بأن الله رب نوحد وأن أمام المرسلين محمد

وملتنا الإسلام والبيت مسجد لنا قبلة والبعث للناس موعد

ودارا بسوي الإسلام لا نتبوأُ

حرف الباء

بحب رسول اللي وجهي ناضر بحب رسول الله تزكو العناصر

وتحيا به في الصالحين الأواصر ونحن به في كل فج نغامر

ومطلبنا الأقصى به يتقرب

*****

بحب رسول الله قد أتوسلُ وشعري مقفى في هواه ومرسلُ

أصول به أما الأعادي فزلزلوا ولي في ذراه دار عز وموئلُ

ويشرق بي منه على الكون كوكبُ

ألا انه النعمى إلا انه الغنى فمنه تزود حبه الزاد يقتنى

وما هذه الدنيا بدار لمن بنى يريد خلودا إنها الدار للفنا

وان الخلود بالمحبة يوهب

*****

محبته فرض من الله واجب ورأيٌ سديدٌ للمفكرِ صائبُ

ونجم إذا ما عسعس الليل ثاقب وإنا على حب النبي نواظب

وذاك لنا فاعلم من الدين مذهبُ

****

بغى آل مخزوم على آل ياسر براى أبي جهل كبغي الجبابرُ

وآذت بلالاً تحت حر الهواجر بنو جمح تستامه قول كافر

أبى أحد ربى دعا إذ يعذب

***

ونجى أبوبكر بلالاً بعتقه ونجى صحابا آخرين برفقه

وكان له في الغارِ فضلٌ بسبقه وحارب مرتداً ببيعة حقه

فدان وكذاب اليمامة يغلب

****

ألا بأبي بكر ومن بعده عمر يبين لنا سير على السنة استقر

ومن كأبي ذر عن المال قد نفر ومن مثل عثمان بن مظعون إذ صبر

عشية شعراً من لبيد يكذب
****
عجبت لقوم يرتقون المنابرا يريدون ربحاً بيعهم كان خاسرا

وهل يرتجى من قلبه ليس طاهرا بحب رسول الله منا مؤازرا

فمن منبر يرقاه انى لأعجب

لنا ملة التوحيد طه رسولنا وبالمصطفى يدنو إلى الله سولنا

وما سولنا إلا وهذي سبيلنا محبته قد أخلصت وقبولنا

لديه وعنا وجهه ليس يحجب
****
وهل يحجبن عن حضرة النور عابد بطاعة مولاه الركوع وساجد

وأدعو دعائي إن المت شدائد فتكشف ثم النصر بالله وافد

ولى كلمات حمدها الله طيب



حرف التاء

بحب رسول الله ألتمس الفدا من النار والآثام إن كثُرت غدا

وأشدو بمدحي نعم بالمدح من شدا بمدح رسول الله اصطلم العدا

ومنهم دم في نصل سيفي قارت

بحب رسول الله لفظى مدبج ومنه شذا عطر المحبة يأرج

بطيبة دار للرسول فعرجوا وصبوا دموعا بالمحبة وانخجوا

ولا ترهبوا الجهال حيث تهافتوا

ولا ترهبوا الجهال في حب من دعا إلى الله في الليل البهيم فاسمعا

وكان رسول الله أقنى وأفرعا وأبلج بساما وطلقا سميدعا

وينطق حقا وهو بالحق صامت

ويعطى العطاءَ الجزلِ كالسيلِ إذ طما ويحمى الحمى بالسيف والرمح لهذما

ويفزع للرحمن في الخطب إن غما إلى صلوات نفلها الدين تمما

وركن الفروض الخمس منهن ثابت

ويضحك لكن باسما لا يقهقه وأصحابه بالوحي يوحى تفقهوا

وسبحان ربى مبدع لا يشبه بشيء وشطر البيت قال توجهوا

فقانتة ولت إليه وقانت

وقد قال " ما ولا هم " من به سفه وعمى عن الحسنى ويغشاهم العمه

وسار حيى بالعداوة وانتبه إلى كل مسعى ضل فيه بما نجه

وفاتته من سبل النجاة الفوائتُ

كما قلب الله القلوب فثبتا فؤادى على حب الرسول فيخبتاً

تلا القارئ القران والسمع أنصتا أخاف قديم الحفظ أن يتفلتا

فهذا زمان عن سنا البر لافت

صلاة على الهادي النبي محمد دعانا إلى التوحيد يهدى فنتهدى

رسول الإله ذو المقام الممجد وقيل له قم للشفاعة واسجد

فننجو وما للاجر من بعد آلت

صلاة من المولى على خير مرشد دعانا إلى الدين الحنيف الموحد

وليس بتثليث ولا متهود وقيل له قم للشفاعة واحمد

فننجو إذا بالصور نفخ يباغت

ألأست ترى أمر الحداثة إذ افك وفيه ضلالات من الغي تشتبك

وكل سبيل الامت من طرقها سلك وللحرمات الكفر يسطو وينتهك

فمهلا رويدا نحن قوم مصالت

لنا ركن حق بالحنيفة شامخ واصل أساس في الشريعة راسخُ

وفينا كتاب الله بالرشد باذخ ومحكمة آياته ونواسخُ

وندعو به جهرا وندعو نخافت

ونتلوه مثنى أو ثلاث وموحدا ولمبغضي الإسلام كيلٌ من الردى

وريعت سراى ايفو فراعت إلى الهدى وسلت على الأعداء سيفا مهندا

وبه الصوت مسموع به الخصم ساكت

وشراً بغوا باريس كادت ولندن وبرلين كيدا قد أٍراوا وأعلنوا

ورب سواهم للمذلة أذعنوا وسيموا مرارا خطة الخسف وطنوا

نفوسا لها بئس الضعاف السبارت

وكم منهمو فى مظهر الدين بارع ووشياً من التمويه بالدين صانع

وكم منهمو أرحامه هو قاطع وللمال بالطغيان والبغي جامع

وكم منهمو في حماة السوء نابت



حرف الثاء



فتعسا لهم تعسا وإنا نلوذ بخالقنا من شرهم نتعوذ

وكم منهمو أبصرته يتلذذ بجهل كتاب الله والضاد ينبذ

فذلك في واد من الغي ماكث

صلاة على من للنبيين خاتم ومن نحن فيه الكافرين نخاصم

لنا سعة في دينه ومراغم ومن لم يحب المصطفى فهو آثم

وفى سقر هاو وثاو ولا بث

صلاة على من في أولى العزم أول وبالوحي من رب السموات مرسل

وقد جاءنا في سورة التوبة اعملوا وذا عمل نرجو لدى الله يقبل

به أنا همام إلى الأجر حارث

سلام على طه الشفيع المشفع ويا نفس للرحمن بالتوبة ارجعي

ولله جبار السموات فاخشعي ولله يا نفس اسجدي أنتِ واركعي

وحيدي عن التقليد فهو الكوارث

أريتك قوما للضلالة خضعا وكالقرد بالتقليد للغرب تبعا

أخلت اجتهادا ذاك بل كان أشنعا لعمرك عندي لو فطنت وأفظعا

فلا تغترر بالقوم قوم أخابث

فجدعا لهم جدعا وكبوا وكبكبوا ومع من غووا للنار سيقوا وعذبوا

ألا إننا بالمصطفى نتقرب إلى الله عند الله في الفوز نرغب

وكم في لظى منهم لعين ورافث

أتتنا الهدايا والمديح نحبر وملتنا الإسلام والله اكبر

أبى الله أن يرتد منا المفكر أبى الله والدين الحنيف سيظهر

ولا حبذا نكس من القوم ناكث

إليك رسول الله في الخطب نفزع وحبك للمولى به نتضرع

ويأتي به نصر من الله مسرع ومن رامنا بالشر ندعو فيصرع

وبالله إنا في الحروب ملاوث

اخى حسن ياليته قد تقدما به العمر يلفى لنقصى متمما

الم ترني دمعي لذكراه قد همى فمرا على قبرين فى دامرهما

أبى ثم أمي وهو من بعد ثالث

ولولا اصطباري وهو حبي للنبي ونعم عتادا للوحيد المعذب

أراني به أسرى فأهدى بكوكب أره بعين القلب فى كل غيهب

لقد نالني بالشر عاث وعائث

حرف الجيم

سلام على خير النبيين والرسل وان مجال القول ذو سعة فقل

وغن بايقاع بتغريده زجل وجاهر وافخر وصاول به وطل

فللكلمات الطيبات معارج

بيانك منج فانج وهو القصائد وأنت بها شاكى السلاح تجالد

ولى كلم منهن لله صاعد وبالله لي طرس وكف وساعد

بحب رسول الله في السر والجهر


إذ السر منه النور في ظلمة يرى وفى سهر الدنيا وتهمامها الكرى

ونحمد إذ لاح الصباح به السرى وتنكشف الغماء ويل من افترى

ومن هو عن منهاج أحمد خارج

أضاءت قصور الشام عند ولوده وللحور فى الفردوس بشر بعيده

ملائكة الرحمن بعض جنوده وقربه مولاه ليل وفوده

لدى قاب قوسي قربه وهو عارج

سراج لنا نعم السراج المنور وفى القول باللفظ المبين يعبر

وليس يرى في مشيه يتبختر ولكن كما في سلم يتحدر

ولم يثنه عن مسلك الحق خالج

بلطف ولين للقلوب يؤلف وليس بفظ عنه ذو اللب يصرف

يشع بنور الله والحق يعرف على وجهه الميون ساعة يشرف

كما تشرف القمراء والطرف حادج

أبته قريش وهو يدعو وصابر وحاربه القوم السراة الأكابر

ومدت نيوب منهمو وأظافر وراموا له قهرا بل الله قاهر

وتنتج بالنصر العزيز النتائج

لقد بشرت بالخلد والبيت من قصب ولا فيه إلا رحمة الله من صخب

خديجة ذات الحزم والعزم والأدب وخير نساء الأرض من عجم أو عرب

بلى فضلها باد وهاد وواضح

بحق على كل النساء تفضل كما بنتها الزهرا بمريم تعدل

وكلتاهما لو أننا نتأمل لها من رفيعات المنازل منزل

وما منهما إلا له أنت مادح

أحب ابا السبطين كان المجاهدا وفى الله معروف المقام وعابدا

وليث له بأس يروع الصناددا وحارب لا يخشى الأذى والمكايدا

وحكم لم يشكك وللسلم جانح

يطيع كتاب الله والحق يطلب ويرضى بحكم الله لله يغضب

وجندل إذا لاقاه بالفخر مرحب الا كل من لاقى عليا سيعطب

على لأعداء النبي مكافح

وولاه إذ يغزو تبوك ووجها وكان له موسى وهارون أشبها

ونزهه الرحمن لما تنزها عن الشرك ما عن سنة المصطفى سها

وأخطأ شوقي وهو بالشعر صادح

وذلك لما قال ما كان إذ قبل حكيما من التحكيم ما كان قد بذل

وقد قال لما فيه من معشر خذل الا باطل قالوه للحق منتحل

وحاكى النبي إذ سهيلا يصالح

وشتان ما بين الحديبة ابتغي بها المصطفى الإمهال كيما يبلغا

وما بين تحكيم بصفين من بغى به نال منجاةً وأوشك أن رغا

به سقبه والنصر للحق لائح

كذلك شاء الله وهو قضاؤه ومن كعلي علمه وذكاؤه

وبالمصطفى الهادي الرسول إقتداؤه وفي الدرجات العاليات سماؤه

كما قال شوقي عندها الملك فاسح

حرف الخاء

وفى خبر الإفك الوليد لقد جسر فأكذبه الزهرى لما روى الخبر

وقد جا عن أم المؤمنين لنا أثر عن ابن سلول صح عن عروة اشتهر

وقلب وليد في المكيدة راسخ

وكان هشام مثله وهو داهية وسمى ابنه فألا بملك معاوية

وصقر قريش إذ علا فوق رابية بأندلس إذ همة منه عالية

سليل له والأنف بالملك شامخ

ولكنهم قد فارقوا حين ملكوا طريق نهج العدل والدم يسفك

وضاق بهم بعد التمكن مسلك إذ الحاجب المنصور يطغى ويفتك

وكم من كتاب ظلمه المجد ناسخ

حمدت دفاع التاشفينى يوسفا فقد رد كيد الكفر والغيظ قد شفى

به علم الإسلام في الغرب رفرفا وخطبا من الرحمن ذا الدين قد كفى

بزلاقة والغدر في الكير نافخ

ولا لابن عمار حمدت ومعتمد ولا قبل قد أحمدت اسراف معتضد

وذلك كيد عنده الدين ما سعد ولوا ابن ياسين وجهد له جهد

لقد خر صرح للحنيفة باذخ

وما أنا باك لابن عباد إذ سجن بأغيمات بل هذا جزاء الذي فتن

عن الحق ثم ابناً لذي النون لم يعن على الكفر خان الدين لما به امتحن

كذا خبرت عنه إلينا التوارخ

على المسجد المعمور أبكي بقرطبا وقد كان من بين المساجد كوكبا

تكاد ترى فيه شيوخا وطلبا وصبية قران أطاعوا المؤدبا

وداع له صوت إلى الله صارخ

حرف الدال

وقد انزل الله الكتاب فاعجزا تحدى به أهل القصيد ورجزا

وحجة رب الناس بالحق عززا وبالنصر دين الله أبدى وأبرزا

ورتله التالون وانكب جاحد

وحدث عن اسفنديار ورستما عدو لدود من قريش وأقدما

إلى بدرٍ الكبرى فقيد وألجما بضربة صبر من على فجرجما

إلى غصة في النار والجمر واقد

وما جمرها إلا الحجار ولحمه ويبرى بمنشار من النار عظمه

بكت أخته حزنا وإنا نذمه فلم يك نضراً قط إذ نضر اسمه

وللمصطفى لما تلا الآي حاسد

وعادت قريش سيد الناس اجمعا لها ملا بالكفر خب واوضعا

ومن مثل مقداد ومثل ابن أكوعا والأنصار جند الله إذ اقبلوا معا

وآووا كما قد صابروا هم وجاهدوا

ألم تر أنى قد بليت فاصبر ومدح رسول الله حبي أحرر

ألا من أحب المصطفى فهو خير وينجو من المكره والخصم يقهر

بل الله أعطاني واني لحامد


وبالحمد لا أخشى الغوير وأبؤسا ولا فاقداً من كربة متنفسا

وما كنت من روح الإله لأيأسا وان تكن البلوى أٌل عندها عسى

يكون من المولى عليها مساعد

صلاة على المختار ثم سلام رسول لكل المرسلين إمام

وسل على الكفار منه حسام وغودر ملك الكفر وهو حطام

ونحس عليه المشترى وعطارد

هما كوكبا سعد وقد نحسا به وذاق من الإسلام حطين عضبه

سلام على طه النبي وصحبه وسارت إلى الآفاق رسل بكتبه

فنشهد إن الله حق وواحد

سلام على السعدين قولهما شفى وقال أشيروا أيها الناس منصفا

فقالا لو استعرضت ذا البحر مهدفا لخضناه إنا عنك لن نتخلفا

وجاء أبو جهل فبئس المعاند

ولما استشيروا في الثمار لتدفعا لرد ابن حصن آثرا منعها معا

قريظة قد همت بأمر فأفظعها وحكم سعد فارتضى الحق مقطعا

بسبي ذراريها ويردى المجالد

واسعد في ابني قيلة الدين أسسا وجاءهم بالعبدرى فدرسا

وفى أحد إذ باللواء تمرسا ومات شهيدا سندس الجنة اكتسى

وما زال الرماة فابتغى الكر خالد

واقصد وحشي بحربته الأسد ومن خير أصحاب النبي هوى عدد

وترس من دون النبي فما ابتعد سماك وشلت كف طلحة حين صد

من القوم سهما والنبي يشاهد

وفدى سعد حين في احد رمى وسار ابنه نحو الحسين فأجرما

واسلم عمرو طائعا ثم حكما بصفين في عثمان قبل تكلما

بطعن ومنه لابن حرب مساند

وذاك قضاء الله نرضى بما قضى لنا نحن في كل الأمور به الرضا

وقد كان رأيا لو أن المرء اعرضا عن الفتنة الكبرى التي أمرها مضى

وسب على وهو تالله راشد

حرف الذال

بحب رسول الله أنجو من الكرب بحب رسول الله ألتمس القرب

وحب رسول الله بلغني الرتب وحب رسول الله ساد به العرب

وانى بحبيه من الشر عائذ

لقد مدح المختار قلبي مدح كطير بأنغام البلاغة صدح

فحاكيتهم والله حالي يصلح ومن درجات المستجابين امنح

ألا برسول الله انى لائذ

لخلق رسول الله حسن وخلقه وبالمدح ما وفيت معشار حقه

ولم أ لم أسمع بمشبه صدقه مكذبه قد لج في بحر فسقه

وعاقبه أمر من الله نافذ

فيسقى شرابا من صديد ومن غصص ويبلى بشر من جذام ومن برص

علي هذه الدنيا بإجرامه حرص فكب بما مارى وكذب واخترص

ويعتله اخذ من النار جابذ

لوجه رسول الله بدر تهللا ويهدى من القول البيان الذي حلا

عليه أخو الإيمان بالله عولا محبته يغدو بها الدين أكملا

وانى إليها قول غيري نابذ

وعديت عن همس النفاق فؤاديا وأسمع من حب النبي المناديا

هلم ننل بالحب خبأ وباديا معاني يعيى غوصهن الأعاديا

وفيهن أسرار تعيها الجهابذ

ألم تر قوماً بالجهالة هدجا يخطون من غي الضلالة منهجا

لقد ضاق هذا الأمر والله فرجا فعج بى الى دار الحبيب معرجا

ولا تخش خاب الهادجون القنافذ

حرف الراء

ذراني على جسر من الحق اعبر فانى بهذا الناس أدرى واخبر

عسى السقم ان يبرا عسى الكسر يجبر عساني على المكروه أقوى وأًبر

بلى فعلى المكره إني صابر

و أرجو من الله الثواب وأنجحا بحب رسول الله والصدر أِرحا

وفي ابن العميد العلم ألأفى مبرحا أبو طيب إذ زاره متمدحا

حكيم لغور العلم بالشعر سابر

ولا يلفين العلم عندي يبرح بحب رسول الله بالعلم افرح

هو العلم يحبوه الإله ويمنح من الناس منه ما به الوزن أرجح

وأنت له من عالم الذر ذاكر

بحب الحبيب المصطفى أتدرع وخاب الذي يطغى ولا يتورع

بحب رسول الله لله اخشع وفى جنة الفردوس والخلد اطمع

وفى هذه الدنيا به النصر حاضر

شجاع رسول الله أي شجاع مطاع رسول الله أي مطاع

دنا منهمو قرما شديد قراع يدافعهم بالله اى دفاع

وقسورة ترتاع منه القساور

بغى غورث شراً يريد اغتياله ولما رأى وجها به النور هاله

فأسلم يرجو الله يصلح حاله وذاك عطاء الله مد فناله

وبحر رسول الله بالفضل زاخر

دعا الناس للإسلام والكفر ضارب جرانا على الآفاق والشرك صاخب

وللروم كسرى بالكماة محارب ومنه بأدنى الأرض للروم غالب

وللروم بأس بعد ذلك ظافر

وقد خبأ الله الفتوح لحزبه ونال رسول الله نصراً بربه

وأكمل دين الله في أرض عربه وسير إلى كسرى وبصرى بكتبه

ومصر وأمر الله بالحق ظاهر

ومن قبل عن يوم السقيفة خبر وما كان من قول الحباب بن منذر

وقص به الفاروق من فوق منبر رووه لنا قبل اغتيال بخنجر

وكاد يوصى المصطفى فتشاجروا




الدكتور عبد الله الطيب في إم بي سي 1994.. فيديو

0 التعليقات:

إرسال تعليق

{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}

حنين المهيرة © 2009. تعريب الـطالـب. Design by :Yanku Templates Sponsored by: Tutorial87 Commentcute